جريدة السوهاجية

جريدة السوهاجية | صوت من لا صوت له

هشام الجخ .. ولماذا لا يكون الفاعل تنظيما صهيونيا معاديا لمصر؟

بعد الحادث الإرهابى الأليم الذى شهده كمين الفرافرة بمحافظة الوادى الجديد.. ومثلى مثل أى مصرى وأى عربى وأى «بنى آدم طبيعى» دخلت على صفحتى فى الفيس بوك وكتبتُ نعيا لجنودنا ورجالنا الشهداء الذين قضوا نحبهم وانتقلوا إلى بارئهم فى أكثر شهور السنة بركة ورحمة ومغفرة ودعوتُ لهم وأكّدت على بقاء مصر رغم أنف حاقديها وكارهيها.. وأن شعب مصر وجيش مصر لن يتركوا مصر تنساق إلى الهاوية التى يريد أعداؤها أن يوصلوها إليها.
حدث كل هذا بشكل طبيعى وبالحزن اللائق والمنطقى لمثل هذا الحادث المفجع.. المفاجئ فى الأمر هو ظهور بعض التعليقات «العجيبة» على النعى الذى كتبتُه.. بعض التعليقات التى تتشفّى فى مصر ورجالها وجيشها.. أنا – غالبا – لا أقرأ التعليقات التى تكتب على صفحتى.. ليس إهمالا أو عدم اكتراث – لا سمح الله – ولكن قراءة التعليقات على صفحة بها 4 مليون معجب أمر غير ممكن.. ولكن – لا أخفيكم – لفت نظرى جدا التعليقات التى تتشفى فى الجيش المصرى ولم استطع أن أمنع نفسى من تتبع هذه الحسابات لمعرفة أصولها وأصحابها.. اكتشفت بالطبع أن %95 من هذه الحسابات هى حسابات وهمية وربما كان صاحبها واحد أو مجموعة لا تزيد عن الأربعة أشخاص يمثلون خلية إلكترونية ويختلقون حسابات مزيفة ويتلاعبون بمشاعر الناس. ولكن السؤال الأهم.. من هؤلاء الشباب الذين يمثلون هذه الخلية؟ ولمصلحة من يعملون؟ إذا كانوا يعملون مع الجماعات الإرهابية التى تنسب نفسها للإسلام فلماذا تقتل الجنود؟ وهل مقتل 21 جنديا فى فخ متفجر دلالة على القوة والسيطرة؟ أم دلالة على الغباء والهشاشة وقِلة الحيلة؟ أنا شخصيا لا أتصور أن أحدا سيقدم على مثل هذه الحماقة إلا إذا كان يريد أن يظهر نفسه فى مظهر الأحمق ويثير على نفسه غبار الغضب والسخط من الناس.. ولا أتخيل أبدا أن قائدا عاقلا من قيادات التيارات الإسلامية سيصدر أوامره بتنفيذ مثل هذه العملية النكراء والحمقاء لتزداد شعبية التيارات سوءًا أكثر مما هى عليه الآن. ولماذا لا يكون الفاعل تنظيما صهيونيا معاديا لمصر يريد أن يوصم التهمة فى التيارات الإسلامية ليوسّع فجوة العداء والبغضاء بينها وبين القيادة المصرية الحالية عندما شعر بنيّة القيادة الحالية لتقريب وجهات النظر بينها وبين هذه التيارات فأراد أن يفوت على مصر هذه الفرصة؟
فى الحقيقة أنا أشتم رائحة عفنة تهب من منفذى هذه العملية ولا أراها عملية إرهابية من نوع العمليات التى تتبناها الجماعات الإسلامية ضد الجيش لأن 21 جنديا فى قوام الجيش المصرى ليس عددا وإنما هى مكيدة لها غرض إعلامى ومدبرة من طرف آخر فائدته الوحيدة هى خراب مصر ودمارها والوقيعة بين أطياف شعبها.. أمّا ما تتداوله وسائل الإعلام المصرى من هجوم على التيارات الإسلامية فأعتقد أنه يحتاج إلى إعادة نظر لأن الفائدة الوحيدة التى قد تعود على التيارات الإسلامية المعادية لثورة 30 يونيو هى الإيعاز للعالم – خاصة الغرب – بضعف الجيش المصرى وعدم قدرته على السيطرة على البلاد.. وهذا ليس حقيقيا.. والغرب يعلمون ذلك.. إذن هذه الرسالة موجهة نحو الداخل وليس نحو الخارج والهدف منها استمرار حالة الشحن ضد الأطراف حتى تنفجر البالون ويحققون هم هدفهم. أعلم أن مقالى هذا سينظر إليه البعض تحت باب «عقدة المؤامرة».. ولكنى أؤمن أن هناك مؤامرة.. والذى ينكر وجود مؤامرة ضد مصر وضد العروبة أعتقد أنه كمن ينكر الشمس فى وضح النهار.

الأقسام: مقالات وآراء
ووردبريس › خطأ

كان هناك خطأ فادح في هذا الموقع.

معرفة المزيد حول استكشاف الأخطاء في ووردبريس.