تقرير / محمود عبدالرحمن العوامرى
أبيدوس مدينة بغرب البلينا سوهاج وقد كانت أحد المدن القديمة بمصر العليا يجمع معظم العلماء على أنها عاصمة مصر الأولى في نهاية عصر ما قبل الأسر والأسر الأربع الأولى ويرجع تاريخها الي 5 آلاف سنة. وتقع بين أسيوط والأقصر بالقرب من قنا. وكانت مدينة مقدسة أطلق عليها الاغريق تنيس. وحاليا يطلق عليها العرابة المدفونة ب(البلينا) وتبعد عن النيل 7ميل. ويوجد بها معبد سيتي الأول ومعبد رمسيس الثاني وهما يتميزان بالنقوش المصرية القديمة البارزة. وهذه المدينة كانت المركز الرئيسي لعبادة الإله أوزوريس. وكان يحج إليها قدماء المصريين ليبكوا الإله اوزوريس حارس الحياة الأبدية واله الغرب. واكتشف فيها أقدم القوارب في التاريخ في المقابر القديمه إلى الغرب من معبد سيتي الأول ابن رمسيس الأول مؤسس الأسرة مصرية تاسعة عشر والتي اشتهرت بتسمية الكثير من ملوكها برمسيس على اسم مؤسس الأسره. وتمتاز هذه القرية بكثره الآثار حيث كان الاسم السابق لها العرابه المدفونه كونها كانت جميع الآثار بها تحت الرمال ومنذ عصر ليس ببعيد اعيد اكتشاف جزء كبير منها ولا يزال هناك الكثير تحت الأبحاث والدراسة..
من المدهش عندما تكون داخل المعبد يأخذك إلي الماضي البعيد حيث الحياة القديمة وعظمة الأجداد لتقف تتأمل هذه العظمة وسرعان ما يأخذك الوقت سريعا”. هذا وقد قامت جماعة أبيدوس لتوثيق التراث ببناء موقع أبيدوس وهو يعتم يالثقافة الشعبية واللإبداع والفنون.
ترجع أواخر آثار مدينة أبيوس إلى الحقبة الأخيرة لحضارة نقادة الثالثة والأسرات المصرية الأربعة الأولى. وقد عثر على تلك الآثار المتعلقة بالسكان القدامى في منطقة معبد سيتي الأول الذي أنشئ فيما بعد وساعد وجودة في العثور على مدينة أبيدوس القديمة. وليس معروفا عما إذا كانت المدينة محاطة بجدار، ولا تزال تلك المسألة تحت البحث.
وقد عثر الباحثون في الجبانة القديمة أم العقاب، والتي تبعد نحو 2كيلومترين من المدينة ونحو 3 كيلوكترات من حافة الصحراء ، عثروا على عدد كبير من مقابر حكام تلك المنطقة قبل عصر الأسر المصرية، وتُعرف منطقة تلك القبور لدى المختصين بالجبانة ب. واكتشفت قبور أخرى في المنطقة المجاورة لها والمسماة الجبانة يو 2، من ضمنها مقبرة أحد ملوك العصر قبل الأسر.
جبانة أم القعاب بأبيدوس
وجدت في تلك المنطقة في عام 2000 أقدم مراكب مصربة قديمة يعثر عليها، وكانت مدفونة تحت الرمال ويرجع تاريخها إلى نحو 3000 قبل الميلاد. يبلغ عدد تلك المراكب الكبيرة حتى الآن 14 مركبا وتتراوح أطوالها بين 20 – 30 متر. وتقوم مجموعة باحثين من جامعة بنسلفانيا ومتحف بنسافانيا وتشترك معهم مجموعة من جامعة ييل ومعهد الفنون الجميلة بنيويورك باستخراج قطع تلك المراكب ومعاملتها كيماويا بغرض حفظها. ويرجع تاريخ المراكب إلى الأسرة المصرية الثانية.
ويقع “كوم السلطان” نحو كيلومترا شرق ام العقاب. وقد عثر في كوم السلطان على عدة مواقع لحفريات ومستعمرة للصناع القدامى ومعبد أوزوريس-خونتامنتي. ويرجع تاريخ تلك الآثار إلى عصر ما قبل الأسر.
خلال العصر القديم كان يوجد في القبور كلاب وابن آوى، حيث كانوا يستخدمون كحراس مقدسين للقبور. وكان الإله خونتامنتي مشبه بالكلب أو ابن آوى ومعنى اسمه ” أول الغربيين، أي أول الموتى”، وكان الإله المقدس في تلك المنطقة في ذلك العصر (كان الغرب بالنسبة لقدماء المصريين هو مكان الآخرة الذي يعيش فيه الموتى ،وكان تصورهم أن الإله خنتامنتي يستقبهم هناك. وفي العصور اللاحقة أصبح اوزوريس هو الذي يقوم بذلك) .
دفن ملوك الأسرة الأولى في أبيدوس ودفن بالقرب منهم أيضا الوزراء والمساعدين الذي كانت تبلغ أعدادهم نحو 200 شخص، ثم نقص عددهم قرابة انتهاء فترة حكم الأسرة الأولى.
كان المعبد الذي يزاول فيه تجهيز وتوديع الموتي بالقرب من الأرض الزراعية وكان مصنوعا من الأخشاب والخوص المضفر بحيث لا توجد آثار منه حاليا. وقد تعرف الباحثون على مكان المعبد من صفوف المقابر التي كانت تحيط به والتي كانت مخصصة لرجال البلاط الملكي.
بدأ المصريون القدماء البناء باستخدام الطوب اللبن منذ الأسرة الثانية وتوجد منها بنايتين من هذا العصر وهما : “شونة الزبيب ” ومبنى آخر أصبح جزءا من أحد الأديرة.
بقيت أهمية أبيدوس كجبانة لملوك مصر القدماء حتى عصر الملك جوسر في الأسرة الثالثة. واستعاض معظم ملوك مصر بعد ذلك عنها واختاروا لأنفسهم مواقع في شمال مصر مثل سقارة والجيزة وأبو صير ز دهشور، ويبدوا أن مراسم فن كانت تشكل أيضا في أبيوس. واستمر عدد كبير من كبار الدولة يختار لدفنه في أبيدوس حتى عهد الأسرة السادسة.
حقبة الدولة الحديثة وما بعدها
بعد طرد الهكسوس بني الملك أحمس مقبرة وهرم له ولجدته “تيتيشري” ولزوجته الملكة “أحمس-نفرتاري” جنوب معبد سيتي الثالث. وحتى زمن حكم الملك أمنحتب الثالث كانت مقبرة جر تعتبر مقبرة أوزوريس.
وخلال الدولة الحديثة وأثناء أسرة مصرية تاسعة عشر تعود البنايات الهامة في أبيدوس إلى سيتي الأول ورمسيس الثاني حيث قاما بإنشاء معبدين كبيرين هما “المعبد الجنائزي لسيتي الأول” و”معبد رمسيس الثاني في أبيدوس”.
ولا يزال معبد سيتي الأول في حالة جيدة : ويتكون من ساحتين تؤديان إلى مبنى المعبد ذو واجهة ذات عمدان، ويؤدى إلى صالتين بالأعمدة. ثم تأتي بعدها على منصة مرتفعة قليلا مصفوف مكون من سبعة غرف تحوي آلهة أبيدوس وهم : أوزوريس وإيزيس وحورس (ابنهما) وأمون رع ورع-حوراختي وبتاح، وباقي الغرف تختص بالملك سيتي الأول. وكانت الطقوس الدينية تجري في الساحة المتاخمة لمعبد أوزوريس. كما وجدت قائمة ملوك أبيدوس في مبنى يقع في الجزء الجنوبي من المعبد. ويوجد مقبرة احتمالية للملك خلف هذا المعبد في هيئة ” مقبرة أوزوريس” تسمى أيضا “أوزوريون”.
مقبرة الأوزريون بأبيدوس
احتفظت أبيدوس بمكانتها المميزة أيضا خلال الحقبة المتأخرة. وقد بنيت فيها قبور عظيمة للشخصيات الكبيرة خلال الحقبة المتأخرة وحتى الأسرة الخامسة والعشرين ، كما دفن فيها بعض أعضاء الأسرة الملكية الكوشية.
قائمة أبيدوس لملوك مصر
تحوي لوحة قائمة ملوك أبيدوس 76 اسم من ملوك مصر. وتؤول الأسماء المذكورة في القائمة إلى اللقب الملكي المعروف ب “نسوت بيتي ” ، مضافا إليه رمز الحياة عنخ على أحد جدران معبد سيتي الأول.
قائمة الملوك بأبيدوس