
بقلم \ حسن بخيت يكتب
رمضان شهر الطاعات ، وليس شهر الدراما والمسلسلات شهرُ رمضان شهر عظيم، ينزل علينا ضيفاً كريمًا، جعل الله صيامَه أحد أركان الإسلام، وقيام ليله من النوافل العظام، وهو شهر الصبر، وشهر التلاوة للقرآن، وشهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران، وشهر مضاعفة الحسنات وتكفير السيئات، شهر ينتصر فيه الحق على الباطل فيتغلب فيه المؤمن على النفس الأمارة بالسوء، ويغل فيه الشيطان فتزول المعوقات عن فعل الطاعات. شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فقد حرم خيرا” كثيرا” ، وأعظم ما يتقرَّب به المسلم إلى الله في هذا الشهر العظيم هو المحافظة على الفرائض وأداء الواجبات وترك المعاصي والمحرمات. لكنه اصبح في السنوات الأخيرة من أهم الشهور من الناحية الاعلامية بالنسبة لشركات الانتاج الفني والقنوات التلفزيونية ، والفضائية التي تتسابق في كسب اكبر شريحة من الجمهور العربي.ويتم انتاج كم هائل من البرامج التي نراها في شهر رمضان تحديدا ، ولا نرى مثلها في غيرها من الشهور ،الأمر الذي يجعل الصائمين يقضون ساعات أكثر امام التلفزيون في شهر رمضان بسبب طبيعة الشهر حيث يصومون فيجلسون في البيت وقتا اطول نظرا” لارتفاع درجة حرارة الجو ، كما انهم يسهرون لوجبة السحور ، ما يعني زيادة في ساعات المشاهدة بينما في الشهور العادية تنخفض نسبة المشاهدة الى معدلاتها الطبيعية. والجميع يعلم مدي زيادة هذه القنوات الفضائية بصورة واضحة وانتشارها بشكل كبير وسريع ، فلا يخلو بيت من هذه القنوات ، بحيث اصبح مسألة انشاء قناة فضائية سهلة من الناحية التكنولوجية والتموينية. و للدراما العربية طعم أخر في رمضان ، بحيث اصبحنا نشهد بث مسلسلات جديدة تعرض لاول مرة في رمضان بعكس باقي الشهور التي تشهد طرح عدد اقل من المسلسلات الجديدة. و هذه الاسباب جعلت من شهر رمضان موسما اعلاميا ضخما تنتظره شركات الانتاج الفني والقنوات الفضائية ، حيث أن الهدف الأول من التنافس الاعلامي في شهر رمضان أصبح تجاري من الدرجة الأولي ، لجلب اكبر قدر من الاعلانات التجارية الا ان هذا التنافس أثر على المشاهد نفسيا واجتماعيا” ، .وأصبح يدمن مشاهدة البرامج في هذا الشهر لساعات طويلة ، مما يجعله يستنزف وقته وجهده وعقله ويجهد عينيه اثناء المشاهدة في أعمال تافه ، بدلا من التفرغ للعبادة في شهر الصوم والعبادة والطاعة وقراءة القرآن ، وصلة الأرحام . أما عن الأعمال الدرامية والسينمائية الهابطة ، فما أكثرها في رمضان ، والتي تستخدم لغة رديئة وسلعة رخيصة ،على حساب محتوى العمل وهي بدورها تساهم في خلق حالة من الجمود الفكري والتلوث العقلي لدى المشاهد وخاصة الاطفال بسبب الكم الهائل من الشتائم والصراخ والضرب ومفاهيم الخيانة والعري والمناظر القبيحة ،والألفاظ الخارجة التي تحتويها هذه الاعمال. وأصبحت تلك الاعمال الهابطة القدوة المشوهة والقذرة لدي أطفالنا سواء في الملبس أو طريقة الكلام أو العادات والقيم واسلوب الحوار .وتسعي كل السعي لأن تفسد علي الناس صيامهم وقيامهم ونعمة التواصل مع الله وذكره وعبادته والتفرغ لما يحب ويرضي . وما هي الا أيام قليلة ، ونستقبل شهر رمضان المبارك، ونسأل الله ان يديم علينا نعمة الصيام والقيام وقراءة القرآن ، والحرص على فعل الخيرات فيه ، فالعاقل من انتهز فرصة هذا الشهر الكريم في التقرب الى الله بأعمال البر والصلاة ، والبعد عن المعاصي والذنوب والفواحش. وتلك هي الحكمة من الصيام .