جريدة السوهاجية

جريدة السوهاجية | صوت من لا صوت له

رسالة من ضابط شرطة

 

بقلم / نجاد البرعى :ــــــ

المساحة المتاحة لى ضئيلة لا تتحمل عرضا لرسائل القراء؛ لكن تلك رسالة مختلفة، أرسلها من مديرية أمن قنا المقدم أحمد فايز. كما لا يرى بعض الحقوقيين فى ضباط الشرطة إلا أنهم جلادون قساة؛ فإن كثيرا من ضباط الشرطة بدورهم لا يتصورون الحقوقيين إلا مرتزقة عملاء؛ العلاقة بين الحقوقى والضابط تحتاج إلى فهم متبادل لطبيعة عمل كل منهما، فهم لا يأتى إلا عبر النقاش المبنى على حسن النية وليس الترصد.

تقول الرسالة: «أعلم أن حضرتك من النشطاء الحقوقيين ولهذا قمت بمراسلتك كى أنبه كل من يسعى تحت مظلة حقوق الإنسان، وتحديدا فى مصر، إلى أنه تم استحداث هذا المصطلح الأمريكى ليكون نقطة أو ذريعة للتدخل السافر القذر فى الشأن الداخلى لأى دولة تريد العبث فى شؤونها، حتى تمارس دورها اللاأخلاقى كشرطى فاسد على العالم، وللأسف ينقاد خلفهم من ينقاد لتقاضى أموال أو لقناعة زائفة بالفكرة عن عمد للإضرار بمصلحة بلده. إذا وقفت وقفة صدق مع نفسك أولا، ووضعت الله أمام عينيك حتى لا تكذب على نفسك ثم وضعت مصلحة بلدك، حتما ستحصل على الإجابة التى لا يريد زملاؤك الحقوقيون قولها.

تشمرون عن سواعدكم بكل همة لكى تحصلوا على التصاريح كى تطمئنوا على حصول السجناء على حقوقهم؛ هل أحضرتم حقوق الشرفاء الأحرار خارج السجون فى الحصول على غذاء صحى وتعليم صحيح وشوارع ممهدة وكوب ماء صحى وأمن متوافر فى الشوارع، حتى تبحث عن حقوق السجناء الذين أجرموا فى حق الم

 

 

هل حصل ضباط الشرطة على حقوقهم كبنى آدمين، خاصة المغتربين، من تدبير سكن لائق مجهز بأبسط وسائل المعيشة وإجازاتهم السنوية والطارئة ووقت مناسب للراحة يوميا ورفع مستوى دخولهم لتقارب، لا أقول لتساوى، رواتب صغار الموظفين فى البنوك الحكومية والبترول؛ هل تعلم أن راتب لواء أفنى عمره فى توفير الأمن للناس على مدار أربعين عاما لا يساوى راتب مهندس حديث التخرج فى شركات البترول الحكومية؟.. ثم بعد ذلك تقولون حقوق السجناء.. وأين كنتم أيام مبارك؟ وأين حقوق شهدائنا وشهداء الوطن الأبرار.

أقول لكم اتقوا الله فى بلدكم ولا تكونوا يد الغرب التى تدمر بها مصر. تذكروا يوما تقف فيه الخلائق أمام الجبار المتعال ماذا ستقولون لله عندما يسألكم هل ستكذبون أيضا وتقولون كنا نبحث عن حقوق السجناء». ربما تتسع المساحة فى أسابيع تالية للرد على القارئ الكريم. لكنى أريد له أن يطمئن؛ عن نفسى وعندما أقف بين يدى الله سأقول له- وهو أعلم – إن شخصا ضعيفا فى أحد أقسام الشرطة اجتمع عليه الجند وعذبوه وهتكوا عرضه. سمعت شكايته يارب ووقفت مع زملائى نرد عنه معذبيه وليس فى أيدينا ما ندفع به الظلم عنه إلا الثقة فى عدلك. نحن نتقرب إلى الله بعملنا؛ كما يتقرب كثير من الضباط إلى الله بعملهم ؛ والله يعلم المفسد من المصلح، والله لا يصلح عمل المفسدين.

الأقسام: مقالات وآراء