جريدة السوهاجية

جريدة السوهاجية | صوت من لا صوت له

عامر ابوزيد يكتب عن : فرحة النفق الجديد ورحلة عذاب المعاقين

 

 

عامر ابوزيد والنفق الجديد

 

 

فرحة النفق الجديد ورحلة عذاب المعاقين
بقلم/ عامر ابوزيد
كذاب من يصرح أن “أسانسير” النفق الجديد يعمل لخدمة كبار السن والمعاقين من ذوي الاحتياجات الخاصة، صحيح أن النفق الجديد يعد نوع من أنواع التنمية المرورية التي شهدتها المحافظة على يدي الدكتور أيمن عبد المنعم محافظ سوهاج، وصحيح أنه من المشروعات التي تم إنشاؤها على شاكلة المشروعات التي تقام بعاصمة مصر القاهرة الكبرى، وصحيح إنه رُوعي في تصميمه تطبيق كود الإتاحة لذوي الاحتياجات الخاصة، بتخصيص ممر ممهد ومخصص للمقعدين من راكبي الكراسي المتحركة، إلا أن أهم جزء في هذا النفق الجديد وهو “الأسانسير” لا يعمل ليلاً ولا نهاراً. فهو المسئول عن تيسير عملية الانتقال من شرق السكة وغربها بسهولة أمام هاتين الفئتين من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، والذي تصدرت مقدمته يافطة نحاسية تؤكد ذلك.
جاءني اتصالاً هاتفياً منذ عدة شهور من أحد الأصدقاء المقربين إلى نفسي، يخبرني بإثارة موضوع تشغيل “أسانسير” النفق الجديد أمام هذه الفئة حيث أن النزول والصعود من خلاله يصل إلى درجة كبيرة من الوعورة والمشقة وبالأخص أمام كبار السن، حينها لم أكن زرت أو شاهدت هذا النفق بقدر ما سمعت عنه وعن افتتاحه فقط، أخذت كلامه على محمل الجد كون الطلب ليس شخصي بل يمس فئة في المجتمع تستحق من يصل صوتها للمسئولين.
انتهزت قربي بالدكتور أيمن عبد المنعم محافظ سوهاج، في أحد المناسبات الرسمية، وسلمت لمدير العلاقات العامة طلباً له يفيد بضرورة تشغيل “الأسانسير” للسبب الذي صمم من أجله، وتحدث مع المحافظة بشأن هذا الطلب شفاهياً فأكد لي وجهاً لوجهاً وهمساً لهمس أن “أسانسيرات” النفق تعمل باستمرار ولا تتوقف لحظة وتم تعيين موظف عليها خشية من لعب الأطفال على حد قوله.
أطمئنت نفسي لكلام المسئول رقم 1 في محافظة سوهاج. فليس بعد تصريحاته كلام يقال أو فعل يشك في أمره.
دارت الأيام سريعاً، هاتفني صديق لي يريد مقابلتي بأحد الكافتيريات الواقعة خلف النفق الجديد بمنطق المخبز الآلي، سعدت بالدعوة لأني سأزور النفق للمرة الأولى، أدهشني التصميم والنظام منذ الوهلة الأولى، وقعت عيني مباشرة على “الأسانسير” وجدته مغلق وبلا كهرباء ولا عامل، بدأت في الهبوط على درجات السلم الطويلة، تمنيت أن تنتهي، شعرت بتعب على صغر سني، أخيراً لامست قدمي أعمق منطق فيه، أكملت السير داخل الأنبوب القيشاني، دقات قلبي ما زالت في تسارع، وصلت إلى البر الثاني، وجدت النسخة الثانية من “الأسانسير” المخصص للصعود، هو أيضاً جثة هامدة لم أجد به طاقة ولا بشر يديره، لم يكن أمامي مفر من الصعود إلى الأعلى، كان الهبوط من الجهة المقابلة أرحم بكثير من رحلة الصعود، وقعت عيني على صديقي في الطرف الآخر، وجهت له أول سؤال قبل أن ألقي عليه السلام هو عامل “الأسانسير” بتاع النفق فين؟