جريدة السوهاجية

جريدة السوهاجية | صوت من لا صوت له

على عمر يكتب: _…إستاد سوهاج الرياضي ….. بلا خدمات

كتب : علي عمر خالد
……إستاد سوهاج الرياضي ….. بلا خدمات في الماضي ومنذ أكثر من خمسة عشر عاماً كان إستاد سوهاج الرياضي من أبرز الأماكن التي تستقطب الجميع من الأسر السوهاجية من شتى بقاع المحافظة والمحافظات المجاورة ، لما كان يحتويه هذا المكان من أماكن خدمية وترفيهية تقدم لجميع رواد هذا المكان الحيوي ، الذي كان يجتمع فيه أبناء المحافظة من شتى المراكز والقرى ، فأتذكر كثيرا عندما كنت صغيرا هذا المكان عندما كنا نأتي إليه من أقصى جنوب المحافظة للمشاركة في البطولات التي كانت تعقد من وقت لأخر داخل هذا المكان الجميل أو في إحدى أجزاؤه كالصالة المغطاة داخل الإستاد ، فكان اليوم آنذاك جميلا وبديعا حيث الكافتريات التي تقدم بعض المأكولات الخفيفة والعصائر والمشروبات ، فكنا نجلس في باحة هذا المكان الجميل كثيرا نستمتع بنسمات الهواء العليل ، حيث تتساقط علينا أوراق الأشجار المتناثرة في كل مكان ، فكانت الكراسي التي نجلس عليها بيضاء والأشجار والزهور الملونة تفوح بعطرها جميع أرجاء المكان ، فكان الإستاد الرياضي كلوحة فنية معطرة يستمتع بها الزوار ، اختفت الكراسي كما اختفى كل شيء جميل من هذا المكان ، بعد أن صار مظلمٌ كئيب ، فبعد أن كانت الكراسي تملأ أرجاء المكان ليستريح الرواد وخاصة القادمون من أماكن بعيدة . منذ عدة شهور قمت بزيارة لهذا المرفق الحيوي بصحبة ابني الصغير الذي رغب في الاشتراك في إحدى الرياضيات القليلة المتوفرة بإستاد سوهاج الرياضي ، فوجدت المكان يبعث في النفس الضيق والحزن ، وأول ما خطر بذهني السؤال المعتاد الذي يطرح أكثرنا على أنفسنا … هل هذا إستاد سوهاج الرياضي ؟ فبعد أن تفحصت المكان وسرت فيه كان الإجابة القاسية … نعم إنه هو . هل يعقل أن يكون هذا المرفق الحيوي والمتنفس لأبناء المحافظة بهذا الحال ، فلله الأمر من قبل ومن بعد ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، لماذا تتحول كل الأشياء الجميلة في بلدنا إلى هذا الوضع السيء ، لماذا يشوه كل ما هو جميل في بلدي ! ؟ لا أدري . انطلقت لمكان تدريب رياضة الكارتيه فوجدت أطفالا في عمر الزهور يلعبون فوق الحصى وعلى أرض صلبة وأمهم ذويهم وأولياء أمورهم يجلسون على السور المقابل لهم ، فتساءلت مرة أخرى لماذا يجلس هؤلاء هكذا ؟ فكانت أعينهم تجيب ….. لم نجد ما نجلس عليه . بعدما أصبت بضيقة النفس ، بحثت عن أحد الأماكن التي كنا نجلس فيها قديما في تلك الفسحة لأجلس عليها حتى لا تغيب عيني عن ابني الصغير ، لعلي أجد ضالتي في قرورة ماء بارد أرطب به على فؤادي من حرارة الشمس الملتهبة ، بحثت عن مكان فلم أجد إلا في جزء أخر بعيد في منطقة مخصصة للألعاب ، التي يجب أن تدفع رسوم أخرى لدخولها غير الرسوم الأولى التي دفعت وأنت تدب قدماك أبواب الإستاد الرياضي ! سكت وراحت مخيلتي تجول في الماضي تتذكر هذا المكان قديما فكان جميلا جميلا في كل شيء ، الحركة ، النشاط ، الكافتريات ، المشروبات ، الخدمات ، لقد كان كل شيء في هذا المكان جميل. أما الآن فلم أجد فيه كرسي ولا ماء ، وكلما دخلت مكان سألك العاملون هناك عن رسم دخول ، إلا أن الشيء الوحيد الذي لم أدفع فيه رسوم دخول هو دورة المياه لأني بكل صراحة لم أجدها . هل يعقل أن يتدرب الأطفال الصغار من مشتركي رياضة الكارتيه على الأرض الصلبة ، والصالة المغطاة خاوية أو لماذا لم يتم توفير مكان بديل مناسب وملائم لهؤلاء الصبية الصغار أين يجلس أولياء أمور هؤلاء الصغار … على الأرض أم على أسوار بالية ؟ لماذا رفعت رسوم اشتراكات اللاعبين الصغار في رياضة الكارتيه من 10 جنيهات إلى 30 جنيه ؟ من المسؤال عن هذه الزيادة ؟ وما الضوابط التي على إثرها تم رفع سعر الاشتراكات ؟ أليس هذا المرفق خدمي ؟ أم إنه قطاع خاص يمتلكه شخصا ما من الباطن يديره كما يدير غيره من الأماكن ؟ الاستاد الرياضي يحتاج لمدير وليس لموظف ، فكلمة مدير كلمة كثيرا ما افتقدناها في مصر كلها ، فأن بعض القائمين على ادارة هذا المكان يديرونها بعقلية الموظف الروتيني الذي يكون همه وشغله الشاغل تسيير الأمور الروتونية الخاصة بالمكان دون النظر إلى التحديث أو التطوير . كلمة حق يجب أن تقال في حق ابن من أبناء سوهاج وكيل الشباب والرياضة السابق طاهر إبراهيم طاهر الذي ابتكر وجمل وطور وتابع ونشط العديد من الأماكن الترويحية التي تقدم خدمات الترفيه لكافة أبناء المحافظة أمثال جزيرة الزهور ، قرمان ، نادي الرحلات ، إستاد سوهاج الرياضي ، فكان فعلا رجلا إداريا من طرازا فريد ، أما من جاء من بعده فقد أدار المكان بعقلية الموظف وليس الإداري . السؤال الآن أوجهه للمسئولين عن الشباب والرياضة في محافظة سوهاج : هل يعقل أن بهمل هذا المرفق الحيوي بهذه الطريقة ؟ كيف يتم تحصيل رسوم لدخول تراك الملعب الرئيس بالرغم من دفع رسوم دخول ؟ متى يتم تشغيل حديقة الزهور وفتحها للجمهور وألا تقتصر على …. !؟ لماذا يتم تحصيل رسوم دخول من أولياء الأمور المصاحبين لأبنائهم المشاركين ؟ متى يتم الاهتمام بنادي الرحلات حتى يعود كما كان ؟ أتمنى من السيد محافظ الإقليم القيام بجولات ميدانية لتلك المرافق الحيوية حتى يشد من أزرها ويعمل على تطويرها ، وأن يعطي توجيهاته للمسئولين عن الشباب والرياضة في محافظة سوهاج بضرورة الاهتمام بهذه الأماكن الترفيهية التي لا نملك غيرها ، كما انتظر الإجابة عن بعض أسئلتي التي طرحتها ، فإن ما يخيفني وما يقتل الأمل في نفسي أن ينشغل المسئولين بعبارات تجديد الثقة هل هي بالثاء أم بالسين ، فبعد أن أصبحت تجديد الثقة بالسين وليست بالثاء …… أدركت تمام أن عوضنا على الله . علي عمر خالد Abo_khaled77@yahoo.com
إنهاء الدردشة
الأقسام: مقالات وآراء