مما لا شك فيه أن من الأهداف الأساسية لثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة والتي قامت للتخلص من فساد ظل المجتمع المصري يقبع تحت مظلته طيلة ربع قرنا من الزمان فالفساد لم يكن فسادا سياسيا فقط كما يظن البعض بل كان فسادا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وخلقيا وتعليميا وصحيا … الخ ولهذا فجميع الساسة والمفكرين والمثقفين أجمعوا على انه عقب الثورات السياسية الاجتماعية وحتى يتم تحقيق نهضة واسعة للبلاد لابد من الاهتمام بمحورين أساسيين هما (( تعليم جيد – وصحة جيدة )) ونحن من هذا المنطلق سوف نقوم برصد جميع مظاهر الفساد وأوجه القصور الصارخ في المستشفيات والوحدات الصحية خاصة في القرى والنجوع والتي دائما ما تكون بعيدة عن أعين المسئولين خاصة إذا كانت تلك الوحدات قاطنة في صعيد مصر والذي اعتاد دائما على سياسة التهميش من قبل المسئولين ….. ونحن لدينا مثال حيا لنموذج من الاهمال والفساد وهى وحدة صحة الاسرة ببناويط
أولا :- الوحدة لا يوجد بها طبيب دام ( أصلى ) ولكن بها طبيبة منتدبة وهى الآن في(( أجازة نيابة)) بمعنى أنها تستعد لعملية التخصص ومناقشة الماجستير والطبيب المنتدب ليس له إقامة فهو يغادر الوحدة الساعة الثانية ظهرا مثل باقي الموظفين ولهذا فالوحدة بعد هذا الوقت تكون شبه مغلقة …
ثانيا :- لقد كانت الوحدة الصحية ببناويط في الماضي أفضل من الحاضر فمنذ أن تم تغير اسمها إلى (( وحدة تنظيم الأسرة )) وذالك في عهد الدكتور إسماعيل سلام وزير الصحة الأسبق في عهد الرئيس السابق محمد حسنى مبارك وخضوعها لنظام (( الإصلاح الصحي الشامل )) وهو في رأى نظام فاشل وذالك لعدة أسباب هي
تكلفته الباهظة خاصة على كاهل الفقراء والغير قادرين فالمريض يتحمل في البداية تكاليف فتح ملف له ويقوم بدفع مبلغ ثلاثون جنيها وبعد ذالك يقوم بدفع ثلاثة جنيهات ثمن تذكرة العلاج وبعد ذالك يقوم بصرف العلاج من صيدلية الوحدة ويدفع ثلث قيمتها فلو فرض وكانت قيمة الأدوية خمسة عشرة جنيها يقوم المريض بدفع خمسة جنيهات …
صيدلية وحدة تنظيم الأسرة لا يوجد بها إلا عشرون صنفا فقط من الأدوية ولذالك دائما ما يطلب من المريض إحضار الأدوية الخاصة به من الخارج …
عدم وجود تخصصات في وحدة تنظيم الأسرة فقط لا يوجد إلا طبيب ممارس وعند تخصصه يغادر الوحدة على الفور ولهذا عزف الناس والمرضى إلى العيادات الخاصة …
المريض أو الأسرة مطالبة بتجديد الملف بصورة دورية سنويا وقيمة التجديد كالتالي الأسرة التي بها فرد واحد قيمة التجديد خمسة جنيهات والفردين عشرة جنيهات ومن ثلاثة فأكثر خمسة عشرة جنيها
ونحن اذا اقتنعنا ان نظام الإصلاح الصحي الشامل مفيد فهو مفيد فقط في عملية متابعة المريض من حيث وجود ملف متابعة له ولكن هذا لا يعفيها من أنها منظومة علاجية خاطئة .. حيث ان هناك أن هناك إهمال في عملية التفتيش الليلي فالوحدة لا يوجد بها طبيب نوبتجى أو ممرضة وهى تكون عقب الساعة الثانية ظهرا خاوية على عروشها ..أيضا هنا قصور وعجز صارخ في (( شرائح السكر والمحاليل الخاصة بالمعمل )) أيضا من ظواهر الفساد انه تم سحب سيارة الإسعاف من القرية والتي كنا نستعين بها في الحالات الطارئة في عملية تحوليها إلى المستويات الأعلى والغريب أن سيارة الإسعاف الآن متواجدة في مدينة المراغة وهى تحت مسمى سيارة إسعاف بناويط
ونحن نضع تلك المطالب أمام السيد الأستاذ الدكتور / وزير الصحة لعله يراعى الله في صحة المواطنين المكلومين وأيضا أمام السيد محافظ سوهاج والسيد وكيل وزارة الصحة بسوهاج …