جريدة السوهاجية

جريدة السوهاجية | صوت من لا صوت له

آخر الأخبار مقالات وآراء

مصر تشعل الحرب الباردة بين روسيا وامريكا

بقلم / منصور محزم مجاهد

مما لا شك فيه ان عودة التحالف بين مصر وروسيا جعل من الساحة المصرية ساحة منافسة بين الدولتين الأقوى في العالم، روسيا من جهة، والولايات المتحدة الأمريكية من جهةاخرى , فلقد إستغلت روسيا  القرار الذي إتخذته الولايات المتحدة بإلغاء مناورات النجم الساطع مع الجيش المصري، وأعلنت عن استعدادها التحضير لمناورة مشتركة بين الجانبين رداً على إلغاء الولايات المتحدة الأمريكية مناورات النجم الساطع.ولقد أعلنت مصر عن تأييدها المطلق للجهود الثى بذلتها روسيا للحيلولة دون توجيه ضربة أمريكية لسوريا.واليوم تتصارع كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا على بسط نفوذهما في منطقة الشرق الأوسط خاصة مصر، في ظل الإضطرابات السياسية التي تواجهها، فالتوتر الذي شاب العلاقات المصرية الأمريكية في الفترة الأخيرة، ترك مساحة واسعة لروسيا كي تتدخل لملء الفراغ وتقديم يد العون وتكون بمثابة حليف بديل عن واشنطن في مصر.أيضا من جانب اخر فأن رغبة روسيا في التقرب من مصر يهدف إلى العودة لنفوذها في منطقة الشرق الأوسط من خلال مصر بعد أن خسرتها في السبعينيات بعد حرب أكتوبر عام 1973وكانت البداية الحقيقية لهذا التفكك عام 1971م حين طرد الرئيس السادات المستشارين العسكريين السوفييت وأوقف شراء الأسلحة من روسيا.، أو أن تظل روسيا ضاغطة بتقربها من مصر على الولايات المتحدة، وعندئذ ستكون ورقة تستخدمها روسيا في وجه أمريكا في القضايا الخلافية بينهما.والان وفى ظل الزيارة الحالة لوزيرى الدفاع والخارجية الروس وأيضا الزيارة المرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نهاية العام الجاري الى القاهرة فهى جزء من محاولة موسكو أن تحل محل الولايات المتحدة الأمريكية كداعم أساسي للجيش المصري، بعد أن فشلت إدارة أوباما في احتواء النظام المصري الجديد وتقديم الدعم اللازم له، فضلاً عن قرار تقليص شحنات الأسلحة والمساعدات العسكرية الأمريكية لمصر، في الوقت الذي تخوض فيه الحكومة المؤقتة معارك ضد المسلحين في شبه جزيرة سيناء، الأمر الذي كان السبب الرئيسي في إفساد التحالف الأمريكي المصري الذي دام لأكثر من ثلاثة عقود،بداية من عام 1979م حينما عقد الرئيس المصرى انور السادات اتفاقية السلام ( كامب ديفيد ) مع اسرائيل والتى كانت برعاية امريكية وهذا ما ادى باسرائيل الى ان تعرب عن قلقها من من تدهور العلاقات المصرية -الأمريكية، عقب قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما تجميد المساعدات العسكرية لمصر، من خلال تحذيرها من أن روسيا تسعى لملء الفراغ الذي خلفته واشنطن عقب تدهور علاقاتها مع القاهرة، على أمل عودة التحالف الاستراتيجي بين القاهرة وموسكو، على غرار ما كان سائداً خلال فترة الحرب الباردة.كما أكدت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، أن الخطة السياسية الروسية الجديدة هي تجديد التحالف التاريخي مع مصر، موضحة أن روسيا لعبت دوراً حيوياً في القضية السورية، كما ستدعم مصر اقتصادياً بعد تخلي الولايات المتحدة الأمريكية عنها، وأضافت الصحيفة أنه بعد توتر العلاقات بين أمريكا ومصر، فمن المتوقع أن تتدخل روسيا لكي تحل محل أمريكا وتقوم بتقديم الكثير من الدعم العسكري والاقتصادي والسياسي لمصر.
فالولايات المتحدة هي الخاسر الأول والأخير جراء تحول الشرق الاوسط ومصر بشكل أكبر لروسيا، فالتهديد بقطع المعونة عن الدولة لن يؤثر على الاقتصاد كما يتم الادعاء بذلك، والقرارات الأمريكية لن تكون ملزمة لمنطقة الشرق الاوسط مما يقلل من هيمنتها وسيطرتها على تلك البلدان.وعلى الرغم من ذالك فان عودة العلاقات المصرية الروسية ان كانت تحمل فى طياتها بداية لاشعال الحرب الباردة بين روسيا وامريكا فان كثيرا من المحللين السياسين قد خالفنى الرئ فالبعض يرى أن عودة روسيا إلى الساحة العربية إنطلاقاً من مصر ليس معناه الدخول في حرب باردة جديدة بين موسكو وواشنطن، فروسيا ليست الاتحاد السوفيتي القديم، ولا امتداداً له، وتدرك خطورة الصدام مع الولايات المتحدة في هذه المرحلة، وبناء علاقات متوازنة هو هدف استراتيجي للسياسة الخارجية المصرية بعد ثورة يونيو، علاقات تستند إلى لغة المصالح والمنافع المتبادلة بين القاهرة وموسكو.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *