جريدة السوهاجية

جريدة السوهاجية | صوت من لا صوت له

الدكتور محمد القاضي يكتب: تعاليم الإسلام .. إنهاء الآلام

الأستاذ الدكتور محمد عمر أبوضيف القاضي

لو طبقنا أخلاق الإسلام وتعاليمه سيما هذه الأيام ،لخففنا كثيرا جدا آثار مايعاني منه العالم من غلاء وعناء؛ نتيجة للحرب القائمة، فلو شعر بعضنا بعناء بعض، وصنعنا ما أمرنا به ديننا مع جيراننا، وأصحابنا، ومن نعرف، وطبقنا معاملة الإسلام؛ لما رأينا شاكيا ولا باكيا،ولااتكلم بمحال!، ولا أمر صعب المنال، بل في مقدور كل منا، لو راقب الله، ووضع نفسه موضع المحتاج أو المحتار، أو من أصابته فاقه أو لحقت به أضرار، وكثيرون هم – في أيامنا هذه – المحاويج، والمعوزين، والذين لا يسألون الناس إلحافا؛ يمنعهم الحياء أن يبيعوا ماء وجههم، وتقف عزة نفوسهم وكرامتهم أمام حاجتهم، فيعيشون في كروب، ويعانون الهموم، ويحاربون تعب الدنيا بالدموع في الخفاء، والشكوي لرب السماء.

وقد كان سلفنا الصالح، المثل والقدوة في مثل هذه المواقف، فقد ذكروا أن صاحبا لإبراهيم بن أدهم مر عليه وهو جالس مع أصحابه فنظر إليهم ولم يسلم عليهم!! فقال بعضهم: أرأيت يا إبراهيم كيف نظر إلينا ولم يلق السلام علينا؟! فقال إبراهيم: لعله مكروب…فلا يذهل عن أصحابه إلا من به كرب.. فلحق به إبراهيم وقال له: مالك لم تلق علينا السلام يا أبا فلان؟! قال:امرأتي تلد وليس عندي ما يصلحها.. ثم انصرف. فقال إبراهيم لأصحابه: والله لقد ظلمناه مرتين: مرة أن أسأنا به الظن… ومرة أن تركناه حتى احتاج!! ثم اقترض إبراهيم دينارين واشترى بدينار منها لحما وعسلا وزيتا ودقيقا… وأسرع بها إلى بيت صاحبه.. فلما طرق الباب قالت زوج صاحبه وهي تتوجع: من بالباب؟ قال: إبراهيم بن أدهم… خذي ما عند الباب…فرج الله عنك…ثم انصرف. فلما فتحت ووجدت الحاجيات وفوقها الدينار الآخر… سمعها من بعيد تدعو متأثرة وتقول: اللهم لا تنس هذا اليوم لإبراهيم أبدا.

وما فعله إبراهيم ،هو عين ديننا وأخلاق إسلامنا، وكم حولنا من صاحب إبراهيم في كرب يذهله، وهم يذهب بعقله، ويحتاج إلي إبراهيم ، فياليتنا نكون إبراهيم، في فطنته وانسانيته، ومروءته وحسن صنيعه، وفضل الله عليه ليكون صاحب اليد العليا، اللهم أدبنا وعلمنا ورقي نفوسنا…

ووردبريس › خطأ

كان هناك خطأ فادح في هذا الموقع.

معرفة المزيد حول استكشاف الأخطاء في ووردبريس.