جريدة السوهاجية

جريدة السوهاجية | صوت من لا صوت له

سمير فريد يكتب عن الأحياء العشوائية الجديدة

 

  “”المصرى اليوم “”

هناك مشروعات كثيرة وأموال ضخمة تخصص لما يسمى «تطوير» الأحياء العشوائية التى تكاثرت فى مصر خلال العقود الثلاثة الماضية، وأصبحت «عاراً» لا يقل عن عار الاحتلال الأجنبى، ومعركة تتطلب كفاحاً لا يقل عن الكفاح ضد الاحتلال.

ولست متخصصاً فى هذا الشأن حتى أعرف هل من الممكن حقاً «تطوير» الأحياء العشوائية، أم إزالتها، وبناء مساكن جديدة للمواطنين الذين يعيشون فيها، وكذلك الذين يعيشون فى المقابر وفى ملاجئ الحرب العالمية الثانية فى بعض أحياء القاهرة.

إننا فى انتظار اليوم الذى نحتفل فيه بإنهاء السكن فى المقابر وفى الأحياء العشوائية وملاجئ الحرب وغيرها من الأماكن التى لا تليق بآدمية الإنسان، وفى هذا اليوم فقط يمكن أن نقول إن الشعب المصرى قام بثورتين فى ثلاث سنوات، وإنه انتصر، ولحق بالعالم المعاصر.

ولكن الواقع أنه فى الوقت الذى تسعى فيه الدولة لمواجهة مشكلة الأحياء العشوائية القديمة، تتحول فيه بعض الأحياء فى القاهرة ومدن مصرية أخرى إلى أحياء عشوائية جديدة، بل تمتد العشوائية إلى أحياء كانت توصف بالراقية والهادئة وما شابه ذلك من أوصاف، مثل حى الزمالك على سبيل المثال.

تحول حى الزمالك خلال السنوات الماضية إلى حى عشوائى بكل معنى الكلمة ومن دون أدنى مبالغة. فالمعروف أن «الزمالك» جزيرة صغيرة ليس لها سوى مداخل قليلة، ولا تصلح أرضها لبناء عمارات شاهقة من الناحية العلمية البحتة، ولذلك فشوارعها ضيقة تتناسب مع حجم مبانيها غير المرتفعة، وفيلات وقصور العديد منها لسفارات أجنبية ولمنازل السفراء الأجانب.

ولكن، وبسبب محافظة القاهرة ورئاسة ومجلس حى الزمالك، سمح بإنشاء نواد فئوية، وفى كل منها قاعة أفراح، وسمح بإنشاء مطاعم ومقاهٍ، وكلها على النيل، وتلقى مخلفاتها فيه، ثم سمح بإنشاء مطاعم ومقاهٍ فى الأدوار الأرضية والأدوار الأولى من العمارات السكنية، وأصبح المرور فى كل شوارع الزمالك يتوقف بالساعات من شدة الازدحام، وهذا إلى جانب إزالة الأشجار، وقد أزالت سفارة الصين وحدها عشر أشجار من شارع واحد لإقامة سور جديد، وإذا لم يكن هذا تحويلاً للزمالك إلى حى عشوائى، فماذا يكون؟!

الأقسام: مقالات وآراء
ووردبريس › خطأ

كان هناك خطأ فادح في هذا الموقع.

معرفة المزيد حول استكشاف الأخطاء في ووردبريس.