جريدة السوهاجية

جريدة السوهاجية | صوت من لا صوت له

الاديب محمد فاروق ( مُؤْتَمَرَاتُ الثَّقَافَةِ إهدارٌ للمالِ العَامِّ…رُؤْيَةٌ شَخْصيَّةٌ )

بقلم الاديب / محمد فاروق

ربَّمَا تؤيدونني الرأيَ إذا قلتُ لكم إنَّني أرى كلَّ هذه المؤتمراتِ إهداراً للمال العام ماعدا مؤتمراتٍ تُقامُ لإظهارِ الوجهِ الثقافيِّ لإقليمٍ من الأقاليمِ أو لمصرَ كلِّها ممثلة في المنظمات الثقافية الدولية.
لكن حينما تُعْقَدُ المؤتَمَرَاتُ لمجردِ (تلميع بعض الشخصيات) والتي أخذَتْ حظَّها وزيادةً فذلك إهدارٌ للمالِ العام…!
حينما تُقامُ المؤتمراتُ وتُسْنَدُ مهامُّهَا لقلِّةٍ قليلةٍ ليس لهم من الإبداعِ ما يجعلُهم في الصدارةِ لمجردِ أنَّهم من ذوي الحُظوة لقربِهم من القِمَمِ التي تحبُّ أمثالَ هذه الفئةِ التي تتقنُ وتجيدُ (مسح الجوخ وحمل الحقائب وتنظيف الموائد)..فهو إهدارٌ للمالِ العام. وحينما أرفعُ الأمرَ لمعالي (وزيرة الثقافةِ ورئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة ورئيس الإقليم ) بفاكسٍ رسميٍّ ..ولا يُرَدُّ عَلَيَّ فهذا إجحافٌ لأدنى حقوق المثقف في بلدٍ ترعى الثقافةَ مِن مهدِ التاريخ..!
قال لي أحدُهم لِمَ لا تشاركُ في هذه المؤتمرات..؟
أأنت نكرة..؟
قلتُ له لا لستُ بنكرةٍ ولكنْ ربَّما استنكروني لأسبابٍ في نفوسِهِم وخيالاتٍ في عقولِهم.
إنَّ عددَ الدروعِ وقيمة التكلفة المادية لها وللمؤتمرِ وضيافة الضيوفِ تكفي لطباعة كتبٍ كثيرةٍ وتكفي لعمل مشروع ثقافيٍّ تنموي لجيلٍ من الشباب لَمْ ولَنْ يرى النورَ لوجودِ ما يُسَمَّى بـ (الشلليَّةِ في قصور الثقافة).
والسؤال ..مَن الَّذي يستفيدُ غيرُ أصحابِ المؤتمرِ ممَّا يُقامُ من فعالياتٍ..؟
ما زلتُ أنادي بالثقافة الجماهيرية والتي تعودُ بالنفعِ على المجتمعِ كَكُلٍّ لا على فئةٍ خاصَّةٍ مِمَّنْ أُتخموا بالنَّدَوَاتِ والمؤتمراتِ وبدلاتِ الانتقالِ والفنادقِ الخمسة نجوم.
أيها الأحبابُ يا مَنْ أنتم هناكَ ..ألا تنظرونَ لأنفسِكُم بالخَجَلِ ..؟
ألا تشعرونَ بالمَلَلِ مِنْ كثرةِ النَّدَوَاتِ الَّتي لا طائِلَ منها سوى أنْ نسمعَ أشعارَكَم أنتمْ فقط لا سِواكم…؟
الأحبابُ أقسم إنَّني لا أَعني بكلامي شخصاً بعينِه الَّلهم لا.. فجيلٌ من الأساتذة حقُّهُ أن يُكَرَّمَ وواجبٌ علينا أنْ نتعلم منه ، هذا الجيلُ لا مِساس به ولا لمزَ ولا غمزَ..
ولكنني أتكلمُ عن (الُّلصَقاء) بهم والذين دأبوا على السعيِ للوصولِ ولو بإراقةِ ماءِ وجوهِهم .هذا الجيلُ الذي لا يملكُ من مؤهلاتٍ أدبيةٍ أو ثقافيةٍ سوى احتكاكِهِ وإطرائِهِ المبالغِ فيه لجيل في القمة .ومن هنا يضيعُ جيلٌ لا يعرفُ إلا الكرامةَ والعزةَ فلا يُطأطِئ الرأسَ أمامَ أحدٍ ولا يداهنُ أحداً ولا يصفِّقُ لمَن لا يستحقُ..
شكرا لقصور الثقافة التي تنفقُ ببذخٍ في مؤتمراتٍ جوفاءَ لا يحضرُها إلا أصحابُ الدُّرُوعِ وينفضُّ السَّامِرُ وقد أكلَ مَنْ أكلَ وشربَ مَنْ شربَ….ونسألُ في النهايةِ لماذا تفشلُ المؤتمراتُ الثقافيةُ..؟ ولماذا كان الحضور هم أنفسهم من يقومُون على المؤتمر إذ يتبادلون الكراسيَ الفارغةَ ..؟ وأين من ذلك الشراكةُ المجتمعيةُ لتنميةِ الوَعْيِ لدى المواطن عن ماهيةِ الثقافةِ ودَوْرِهِا الذي تؤدِّيهِ في المجتمعِ ..هذه رؤيتي الشخصية التي أُدلي بها أمامَ اللهِ ثمَّ أمامكم….والسلام.
بقلم/ محمد فاروق محمد
رئيس مجلس إدارة نادي أدب سوهاج
وعضو اتحاد كتاب مصر

ووردبريس › خطأ

كان هناك خطأ فادح في هذا الموقع.

معرفة المزيد حول استكشاف الأخطاء في ووردبريس.