جريدة السوهاجية

جريدة السوهاجية | صوت من لا صوت له

” السوهاجيه” ترصد كيف انطلقت شائعة ظهور أخطر تحور لكورونا بالصين؟ “هيهي”

 

متابعة/ عزالدين عطالله :- 

على مدى الأيام الماضية، انتشرت أنباء تفيد بظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا في الصين، تُعرف باسم “هيهي” نسبةً لاسم المدينة التي قيل إنها ظهرت فيها وانتشرت فيها بشكل متسارع وخطير.

وسرعان ما انتشرت الأنباء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أثارت خوفًا من “خطورة” السلالة، وفي الوقت ذاته سخرية من اسم “هيهي”، قبل أن تخرج منظمة الصحة العالمية عن صمتها لتوضح حقيقة الأمر بأنه “مجرد شائعة”.

البداية

في الأول من نوفمبر الجاري، دعت وزارة التجارة الصينية، المواطنين إلى “تخزين مواد غذائية استعدادا لحالة طوارئ” وعلى الرغم من أنها لم تحدد وقتًا زمنيًا للطوارئ، إلا أن الخبر تسبب في حالة من الهلع في العالم العربي وبدأ الحديث عن العالم على مقربة من وضع صحي أكثر خطورة.

ومن هنا ظهرت أنباء عبر مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بظهور متحور جديد لفيروس كورونا بمدينة هيهي الواقعة بمقاطعة خي لونج جيانج الصينية الحدودية مع روسيا، كما تناقلت مواقع العربية أخبار ومعلومات عن المتحور الجديد، زاعمة أن هذه المعلومات منقولة عن وكالة الأنباء الصينية “شينخوا”.

وأفادت هذه الأنباء، بأن “شينخوا” نقلت عن وزارة الصحة الصينية، أنها أعلنت حالة الطوارئ وأغلقت المدينة لتجري اختبارات لكل سكان المدينة للكشف عن الإصابات بمتحور “هيهي”، كما وصفته بعض الصحف بأنه “أخطر متحور لكورونا”.

ولم يتوقف الأمر عند انتشار الأنباء، فبعض الصحف نشرت الأعراض الناتجة عن الإصابة بالسلالة دون أن تذكر مصدرًا، وكانت أبرز الأعراض المتداولة: “رعشة وسقوط مفاجئ ووفاة دون مقدمات”.

وبالبحث في وكالة الأنباء الصينية والمصادر الرسمية الصينية ووكالات الأنباء العالمية الموثوقة، لم نجد أي خبر يفيد بأن الصين أعلنت ظهور متحور جديد يُدعى “هيهي” أو أنها أغلقت مدينة بأكملها بسبب المتحور الذي لا وجود له حتى الآن.

لماذا أعلنت الصين تخزين السلع الغذائية

جاء بيان وزارة التجارة الصينية، مشجعًا الأسر على تخزين كمية من السلع الضرورية حسب الحاجة لتلبية احتياجات الحياة اليومية وحالات الطوارئ.

ووجهت الوزارة السلطات المحلية بالعمل على ضمان توافر السلع الضرورية اليومية، مثل الخضراوات، واستقرار أسعارها، طوال فصلي الشتاء والربيع المقبلين. وكذلك تعزيز مراقبة الأسواق، وتتبع التوريد يوميًا.

وتوضيحا للخبر أشارت صحف صينية إلى أن الغرض التأكد من أن المواطنين لن يفاجئوا حال حدوث إغلاق في منطقتهم إذا زاد معدل الإصابات بفيروس كورونا، بحسب ما نقلته “بي بي سي”.

وقال صحفيون مقيمون في الصين إن “التحذير إجراء روتيني من وزارة التجارة قبل حلول فصل الشتاء، إضافة إلى تفشي حالات كورونا في عدة مقاطعات، وهطول أمطار غزيرة أدّت إلى إغلاق بعض الطرقات.

وبحسب وكالة “رويترز”، عادة ما تبذل الحكومة الصينية جهودًا إضافية لتعزيز إمدادات الخضروات واللحوم الطازجة قبل عطلة السنة القمرية، والتي ستكون هذا العام في فبراير 2022، لكن هذه الجهود أصبحت هذا العام أكثر إلحاحًا بعد أن أدى الطقس القاسي في أوائل أكتوبر إلى تدمير المحاصيل في بعض المقاطعات بالإضافة إلى الخوف من تفشي حالات جديدة من كورونا ما قد يهدد بتعطيل الإمدادات الغذائية.

وفي السياق ذاته، نشر منتدى رجال الأعمال العرب في الصين بيانًا عنوانه ” توضيح بشأن تداعيات الخبر المنشور حول مستجدات الوضع في الصين”، نفى خلاله كل الشائعات والتأويلات التي غزت منصات التواصل الاجتماعي إثر إصدار وزارة التجارة الصينية إعلاناً مفاده “دعوة المواطنين لشراء وتخزين الاحتياجات من المواد الضرورية الأساسية”، كما وجه المنتدى دعوة إلى “كافة الوسائل الإعلامية إلى التريث والتأكد من المصادر الرسمية”.

الصحة العالمية: “لم نسمع عنه”

بعد أيام من انتشار أنباء “هيهي”، أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم الاثنين، أن الأمر مجرّد “شائعة من مواقع التواصل الاجتماعي”، وأوصت المنظمة بتعزيز الترصد والتحقق من سريان التحورات الموجودة بالفعل.

وقال الدكتور عبد الناصر أبو بكر، رئيس فريق إدارة مخاطر العدوى، بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية: “لا نعرف بأي تحور جديد لكورونا، ولم نسمع عن تسلسل جديدة بالصين وهي أنباء سارية على مواقع التواصل الاجتماعي”.

وأضاف: “لا توجد بيانات عن هذا تحور هيهي، ونواصل العمل مع الدول في هذا الشأن”.

وشدد أبو بكر على أن منظمة الصحة العالمية هيّ من تحدد اسم التحورات الجديدة، وحتى يتسنى ذلك يجب معرفة التحور أولا.

 

 
ووردبريس › خطأ

كان هناك خطأ فادح في هذا الموقع.

معرفة المزيد حول استكشاف الأخطاء في ووردبريس.